القرية النوبية بأسوان
القرية النوبية أو كما يطلق عليها “غرب سهيل” والتى تقع على ضفة النيل الغربية، ويفصلها عن سد أسوان فقط بعض الكيلومترات وتبعد عن غرب القاهرة ما يقارب تسعمائة كيلو متر، تأخذ هذه القرية العقل والقلب، والتى كانت وما زالت توفر لمقبليها متعة إستثنائية ورائعة على مدار السنوات.
تحتوى القرية على أكثر من خمسين منزلا، والتى يتميز تصميمها باللونين الأبيض والأزرق ذات نوافذ خشبية باللون الأصفر وأبواب خضراء وتتشابك تلك المنازل لتملأ الأفق، حيث تتناثر المنازل تحت الأشعة البرتقالية والحمراء القادمة من القمر، مما يجعل الزائرين يشعرون بأنهم بالمنزل البعيد عن تكلف الطبيعة لحياة الفندق.
وفى منازل القرية، يقضي الزائرين أجمل لحظاتهم على الطراز النوبي بالكامل، حيث أنه بمرور أيام قليلة لهم بالقرية، ينامون داخل البيوت السكنية للنوبيين، ويأكلون الطعام النوبي ويشربون مشروباتهم المحلية.
القرية النوبية
وتعتبر القرية النوبية بأسوان من أهم الأماكن السياحية بأسوان، إذ توفر حياة النوبيين اليومية، وتستقطب الزائرين القادمين بالمراكب الشراعية خلال نهر النيل، وتحظى القرية بشعبية كبيرة مع السياح.
وتمتاز القرية النوبية ببيئة وروعة طبيعية لا شبيه لها، وتمتاز أيضاً بحدودها الجغرافية الطبيعية وغيرها تاريخية، تعتبر كلا منها مكان سياحى بذاته، وداخل أروقة القرية، لا تسمع غير اللغة النوبية، حيث يتمتع أهل النوبة بلغة خاصة وفريده، ويطلق عليها لغة الكانزى أو الماتوكى تبعا لنطقها قديماً باللغة النوبية.
كما تقف مهمة المحافظة على التقاليد والتراث النوبي على عاتق أهل القرية، فيشنأؤن بيوتهم عل شكل قباب، وتدهن غالباً باللون الأبيض حتى يحميهم من الشمس، أيضاً يعتبر الرسم على الجدران من العادات والتراث النوبي والذى يقوم على قواعد وأسس محددة، وقد هاجر أهل النوبة القديمة بسنة 1912، حينما أغرقت الماء قريتهم القديمة، فعاشوا بجانب الخزان.
وتهتم أهالى النوبة بالحياة والعادات النوبية القديمة، ويرجع الفضل فى هذا لكبار السن منهم حيث أرسوا قواعد النوبة القديمة العريقة أثناء هجرتهم إلى هذا المكان العالى، كما حافظ أهل النوبة على تراث أجدادهم، إذ نرى البعض منهم يربى التماسيح داخل المنزل لإستذكار حياتهم خلال النوبة القديمة، حينما كانت تقطن التماسيح ضفاف النيل بجوارهم،ويقدم لها الزوار الطعام عقب أن يتم ترويضها وغالبيتها ذات حجم متوسط وصغير.
البيوت النوبية
نجد أن غالبية منازل النوبة تنقسم إلى قسمين، يهتم أحدهما بإنتاج السلع النوبية، كالقبعات التى تصنع يدويا، والفساتين ومشروب الكركديه الخاص بهم إضافة للمكسرات المطحونة ذات الصناعة المحلية.
حيث بنيت بيوت القرية النوبية فوق تل مرتفع عن الشاطئ بحوالى عشرة أمتار، حتى يصبح الصعود إلى الأرض من الشاطئ خلال سلالم صخرية تشكلت خلال تشكل التل الطينى، وفى الأعلى تمتزج البيوت مع محلات بيع التحف النوبية والهدايا التذكارية، ومنتجات أسوان الشهيرة، كالحناء، والفول السوداني، والتمر.
بينما يختص القسم الآخر للمنازل بإستضافة الزوار، وفى الخارج، تقوم النساء والأطفال بصناعة المنتجات حتى يتم بيعها لمئات الزائرين، حيث تمثل قرية غرب سهيل وجهة العديد من الزوار الذين يأتون جنوب مصر، حيث يريد أهلها أن يعايش السائحين الحياة النوبية والتى أدت لشهرة القرية بمقرها الأصلى منذ مرور قرن سابق.
وفى القرية نجد مشهد النساء النوبية التى لا تتوقف دائما عن تنظيف البيت وما يحيط به، وذات المصاطب التى تقع أمام المنازل حيث تملأها الرمال وتعمل السيدات على غربلتها وتنظيفها لكى تظهر ناعمة مشعة دائما، وعلى تلك المصاطب داخل العديد من المنازل تبقى الفتيات والسيدات بمختلف الأعمار، تنشغل كل واحدة بإنتاج سلعة تباع للزوار كعقود الخرز والطرح النوبية والطواقى المزركشة
كما تمتاز القرية النوبية بطرازها المعمارى الفريد، حيث تتزين المنازل بالألوان التى تبعث البهجة والفرحة فى الشوارع.
شاطئ البربر أو درب البرابرة
إحدى الشواطئ التى تقع بمنطقة غرب سهيل بالنوبة، قديماً قصده المصريون القدماء وعقبهم العرب لإنشاء شبكة تجارية تربط بين مصر والسودان خلال أربعين يوما بالإبل، فأخذ الدرب إسمه التاريخي من ذلك، كما يمتاز شاطئ البربر بالمياه النقية التى تتيح للزوار مشاهدة الصخور الجرانيت داخل مياه النيل بصورة واضحة على سطحه.
كيفية الإستمتاع بزيارة القرية
توجد تجارب كثيرة يمكن خوضها خلال الزيارة مثل البقاء يوما كاملا فى مركب فلوكة داخل النيل، أو التسوق خلال الأسواق النوبية، أيضاً يمكن التجول على متن الجمال، ويمكن التجديف بالنيل على قوارب الكاياك، أيضاً يوفر المكان ملاذا للصفاء الذهني.
ويمكن بلوغ القرية عن طريق المراكب الشراعية، إذ ترسو لدى الراكب فى شاطئ البربر، وتشكل قافلة جمال لكى تنقل الزوار لداخل القرية لقضاء يومهم داخل البيوت النوبية، وخلال رحلة المرور عبر النيل متجهين للقرية يمر الزوار ببعض المناظر الطبيعية الساحرة، وتحظى الرحلة عقب الظهر بفرصة رؤية غروب الشمس الرائع خلال ركوب القارب.